في قلب القارة السمراء تقع كينيا ذات المناظر
الطبيعية الساحرة، والتي تضم غابات استوائية ومروج وشواطئ وسهوب سافانا
وجبال وبحيرات وأودية، تجري وسطها حيوانات برية من أسود وفهود وفيلة وقردة
وزرافات أغرت الكثير من السياح الأجانب، بالرغم من تدهور الوضع الاقتصادي.
يعشق
السياح جوهرة إفريقيا حيث يستمتعون برحلات السفاري على الرغم من قسوة
مناخها الاستوائي الحار الشديد الرطوبة، والذي ينساه السائح فور مشاهدته
مناظر الشواطئ الرملية البيضاء النقية وأشجار المنجروف والحواجز والشعاب
المرجانية والأسماك الملونة، ورغم المشكل الاقتصادية التي تعانيها إلا أنه
ذاع صيتها في عالم رحلات البراري ومغامرات السفاري بين غاباتها وسهوب
السفانا الشاسعة، وقضاء أيام من المتعة بين الأشجار الكثيفة وسفوح الجبال
وعلى شواطئ المحيط الهندي، وترجع ذاكرتهم من هذه الرحلة مليئة بمغامرات
الحياة البرية.
zoom
وتؤكد أقدم سجلات الطبيعيات القديمة للتاريخ البشري التي تم العثور عليها
وجدت في كينيا، ويرى البعض أن هذا البلد الإفريقي كان مهد البشرية وذلك
طبقاً لما قاله جون ميلتون في كتابه «الفردوس المفقود»، حيث أن الميناء
ومركز الحياة البحري «ماليندي» كان موجوداً ونابضاً بالحركة منذ حوالي عام
4026 قبل الميلاد.
نيروبي العاصمة الكينية نيروبي هي بوابة الدخول إلى العالم الساحر والمثير للقارة
السمراء، وتعني نيروبي بلغة الماساي الإفريقية «مكان الماء البار»، وهي
أهم المدن وأكبرها، وتعتبر مركز التجارة والمال والأعمال، كما أنها
المدينة الوحيدة في إفريقيا التي تجاور حديقة ضخمة للحيوانات تمتد على
مساحات شاسعة وتبعد عنها ثمانية كيلومترات، وهي «حديقة نيروبي الوطنية»
والتي تعد في الوقت ذاته أكبر محمية برية تجتذب أعداداً كبيرة من السياح
سنوياً.
في
أقل من قرن شهدت العاصمة الكينية تحول جذري من منطقة مستنقعات إلى مدينة
تعج بأنماط الحضارة، ومن قرية ريفية صغيرة يقطنها عمال السكة الحديد عام
1899 إلى مدينة كبيرة أصبحت عام 1907 عاصمة لأفريقيا البريطانية.
واليوم تُعد نيروبي واحدة من أهم وأكبر مدن أفريقيا والعاصمة المحببة داخل
القارة. تزخر بطاقات هائلة وألوان عديدة لا تهدأ ولا تنام، كما أن التمازج
الفريد الذي يجمع بين عناصر الجنس والقبلية والأصل يكوّن مظاهر شخصية
نيروبي المتفردة.
يتميز وسط المدينة بالصغر وسهولة الوصول إليه، أما أكثر الأشياء التي تعلق
بالذهن فهو منظر أساطيل سيارات الأجرة وهي تجوب الشوارع، وعلى الرغم من
عدم تقيدها بأسعار محددة إلا أنها في متناول الجميع إن أردت ارتيادها.
ترتبط نيروبي ارتباطاً قوياً بماضيها العريق، فهي تضم متحف تاريخي يقع
داخل منزل الروائي «كارين بلكسن» صاحب قصة «بعيداً عن أفريقيا»، إلى جانب
حديقة نيروبي القديمة التي تحتل مساحة 113 كيلو متر مربع حيث المسطحات
المائية خضراء الزاهية والمنحدرات والغابات التي تجري فيها حمير الوحش
والثيتل الأفريقي والغزلان وأفراس النهر والشيتا والأسود، أما هواة
الرحلات السياحية فإن نيروبي تهبهم مناظر طبيعية رائعة كمنظر «الشلالات
الأربعة عشر» ومياه نهر تانا.
أما
مدينة ممباسا تعتبر ثاني أكبر مدن كينيا وميناؤها الرئيسي والكبير وتقع
على خط الاستواء، لذا فهي تتميز بجوها الحار والشديد الرطوبة، وتتميز
بمبانيها وبيوتها الجميلة ذات الشرفات الخشبية المحفورة والواسعة وأسواقها
المتنوعة .
يتمتع
الزوار أيضا بالإرث التاريخي لكينيا، حيث ترك الغزاة البرتغاليون والتجار
الهنود، والمستعمرون البريطانيون بصماتهم وآثارهم في ثقافة الشعب الكيني
وحياته من حيث التصميم العمراني والطعام والأزياء. ومن
أهم منتجاتها التحف الفنية المصنوعة من عاج أنياب الفيلة، والمشغولات
اليدوية، ويعد عاج الفيلة رمزاً لهذه المدينة، ففي أحد أهم شوارعها يوجد
نصب كبير على شكل أنياب فيل متقاطعة، كما تتميز بأسواقها وشوارعها
ومبانيها العصرية وشعابها المرجانية وشواطئها الساحرة التي تعد من أجمل
شواطئ إفريقيا.
أما كيفريمو فهي
أكبر مدن أحدى المناطق الإدارية التي تحمل اسمها ويزيد عدد سكانها على نصف
المليون نسمة، وهي ميناء ومدينة وتعتبر المدينة الثالثة من حيث الحجم وعدد
السكان وحركة الاقتصاد، كما أن وجود الميناء فيها يعزز أهميتها التجارية
ودورها في خدمة الاقتصاد الكيني بشكل عام. حياة برية
مما يميز كينيا ويجعل منها وجهة سياحية جاذبة هو توفر الغابات الاستوائية
فيها بمساحات شاسعة، فتتميز بتنوع نباتي وحيواني واسع مما يقتضي توفير
رحلات السفاري بأشكالها المتنوعة التي توفر للزوار والسياح فرصاً كبيرة
وذهبية لقضاء أجمل الأوقات وأكثرها إثارة وسط الغابات بأشجارها المختلفة
ومشاهدة الأسود والفهود والفيلة، والحمار الوحشي، والقردة والزرافة وغيرها
من الحيوانات، إضافة إلى التمتع بالمناظر الخلابة من سفوح جبال وأودية
وجداول وينابيع وشلالات وبحيرات ومروج خضراء.
وأهم مناطق رحلات السفاري في كينيا، محمية ماساي مارا للحياة البرية والتي
تمتد على مساحة 1672 كيلومتراً مربعاً جنوب غرب كينيا على مقربة من الحدود
مع تنزانيا ونيروبي التي تتصل ضواحيها بحديقة نيروبي الوطنية الشاسعة،
ومحمية بحيرة نيفاشا شمال غرب العاصمة نيروبي.
تتميز كينيا أيضاً بانتشار أشجار المنجروف والغابات الاستوائية المطيرة
والتنوع النباتي والحيواني الواسع في تلك الغابات التي أقيمت على جزء منها
الحديقة الوطنية للحيوانات، كما تمتلك كينيا ثروة حيوانية هائلة تضم 11
مليون رأس من الأبقار و9 ملايين رأس من الماعز والأغنام وعدداً كبيراً من
الإبل.
ينتمي مناخ كينيا إلى الطراز الاستوائي، فمناطقها الساحلية والسهول
المجاورة لها مرتفعة الحرارة وعالية الرطوبة، أما المناطق الجبلية فتنخفض
حرارتها وتزداد أمطارها، ويقل المطر في أقصى الشمال.
ورود حمراء
يعد قطاع النباتات في كينيا ثاني أهم القطاعات المساهمة في زيادة السيولة
المالية الأجنبية بعد الشاي حيث يساهم بأكثر 250 مليون دولار سنوياً، ويصل
إجمالي عدد العاملين في هذا القطاع أيضا ما يقرب من 70 ألف نسمة بشكل
مباشر بالإضافة إلى 1،5 مليون نسمة بطريقة غير مباشرة.
وعلى الرغم من عدم تصدير كينيا لهذه المنتجات منذ العام 1970 إلا أنها تعد
حاليا المصدر الأكبر إلى دول الاتحاد الأوروبي حيث تساهم بحوالي 31بالمائة
من مبيعات الزهور الإجمالية والتي تصدر إلى أهم الأسواق الأوروبية مثل
هولندا، ألمانيا، سويسرا، فرنسا والمملكة المتحدة.
وبدأت صناعة الزهور الكينية في التطور منذ بداية العام 1990 واستمر حجم
الصادرات الكينية الاستمرار في النمو ليصل من 14.000 طن عام 1990 إلى
81.217 طن في 2005. على شواطئ بحيرة نايفاشا التي تبعد 90 كيلومتراً عن
شمالي غرب نيروبي تنتشر الكثير من البيوت البلاستيكية المنتجة للورود، وفي
الوقت الذي دمر فيه المشاكل العرقية وحوادث العنف أكبر صناعتين رابحتين في
البلاد هما الشاي والسياحة، مما جعلهما يخسران قرابة مليوني دولار يوميا،
تبقى صناعة الورود، خصوصا الورود الحمراء، تحقق عائدا يغطي نوعا ما هذه
الخسائر،وقد يتجاوز عدد الورود التي توزع في عيد الحب فقط ثلث إنتاجهم
السنوي.
</a>
مساي مارا- كينيا
وبس اتمنى انه الموضوع يعجبكم