بين العقل والقلب

فى نهايات القرن الماضى و عندما اراد العلماء وضع تشريع يحدد اليات نقل الاعضاء بين البشر احتدم الخلاف بينهم حول العضو المسؤول عن الحياه و الذى يبدأ بتوقفه الموت ( الاكلينيكي ) للانسان هل هو المخ ام القلب و لم يتوقف هذا الخلاف عن العضو الاهم فى رحلة الحياه عند العلماء فقط بل امتد لكل شرائح البشر على اختلاف اجناسهم و اعمارهم و ثقافاتهم

و رغم ان العقل و القلب يعيشان فى جسد واحد الا انهما لا يتفقان الا نادرا و هناك مقوله تؤكد انه ( اذا دخل الحب من الباب هرب العقل من الشباك ) فالحب يزدهر متى كان هو السيد المطلق، الآمر الناهي، لاحكم سوى حكمه، ولا قول إلا قوله، يحكم بما يراه بقوانينه الخاصه ، فينحاز إلى ما يريد و من يريد ويعمى عن رؤية ما لا يريد، يقرب ما يحلو له ويبعد ما هو غير ذلك وحين يتدخل العقل يفسد على الحب تلك السيظره ويحول بينه وبينها ، وعندها يبدأ الصراع بينهما، فإما حب لا سلطة للعقل عليه، وإما عقل لا مكان للحب بين يديه

الحب الذى اقصده هنا، ليس بالضرورة أن يكون حبا بين الرجل والمرأة، وإنما هو الحب في كل صوره المطلقة و التى تتغلب فيها نبضات القلب على حكمة العقل ، فإذا تأملنا كل هذه المعطيات ، أدركنا كم هي ساخنة تلك الحرب بين العقل والحب و هذا ما يدفعنا إلى التساؤل حول ما الذي نحن في حاجة إليه أكثر كي نحظى بحياة سعيدة راضية، أهو مزيد من أحكام العقل أم المزيد من عربدة القلب