لقاء مع المنشد محمد المجبر ولمحة عن حياته

الإنشاد فن إسلامي أصيل يزف الطمأنينة والراحة إلى القلوب التي أرهقتها القيود المادية فتنعشها، وتبعث الراحة والحنان إلى النفوس الضامئة إلى إكسير الحقيقة فترويها، وترسم ابتسامات حية على الشفاه الذابلة عبر الكلمة الموحية فيعيد الرونق والبهاء إليها. والانشودة قطعة من روح المنشد تدل على إحساسه المرهف وذوقه المترف الذي ينبض بالمحبة والاخوة والصفاء، فينقلك عبر كلماته الفياضة بالحب الصادق نحو عوالم روحانية مشرقة. ولكي نقف عن قرب على هذه المعاني الرقيقة من خلال مسيرته في هذا هذا العالم الفني الوضيء
ارتأت صحيفة (الأفق الجديد) أن تحاور المنشد
(محمد خالد زين العابدين المجبر)

● ولد في دمشق – سورية، سنة 1961م.
● في سنة 1975 التحق بإحدى المعاهد العلمية لدراسة العلوم الشرعية.
● ألف أول فرقة انشادية في سنة 1975م.
● تعلم الموسيقى والمقامات على العود بـ(النوتة) على يد الأستاذ علي ديب العيد.
● له زيارات خاصة إلى عدد من الدول العربية، في شهر رمضان، وشهر ربيع الأول، مثل: الإمارات، والأردن، ولبنان.
● أسس فرقة (بلابل الشام) في شهر آب 1978م.
● متزوج وله خمسة أولاد، وهم: محمد علي، ورشيد، وعبدالسلام، وأماني، وعلاءالدين.
● له هوايات عديدة، مثل: ركوب الخيل، الخط العربي، الطبخ الشرقي.



الأفق الجديد: كيف بدأت مسيرتك مع الإنشاد ومن الذي تأثر بهم محمد خالد المجبر؟
المنشد محمد المجبر: بدأت مسيرتي مع الإنشاد منذ الطفولة، حيث كان والدي منشداً، وكان عندنا في الحي مجلس ذكر تُقام فيه حلقات الذكر أسبوعياً، ويحضر فيه كثير من المنشدين على اختلاف مستوياتهم في فن وعلم الإنشاد والسن أيضا، وكنت أسمع منهم في البداية وأرى تباريهم وتنافسهم من خلال إنشادهم مع بعضهم، ثم بدأت أقتبس من أساليبهم وطرائقهم وأدائهم، وأحاول أن أنشد أمامهم لكي يسمعوني ويرشدوني إذا أخطأت في الأداء، وهذا الذي جعلني ممارساً منذ الصغر للإنشاد، وقد حفظت تلك الألحان القديمة منهم، ولذلك يقال عني (المنشد المخضرم)، وبعد ذلك شجعني أحدهم على تأسيس فرقة، وهو من الأساتذة الكبار في هذا الفــــن ويُدعـــــى (الحاج أبو سعدو البوشي)، وقد كان ذلك وعمري لا يتجاوز الخامسة عشر سنة، وضم إلي في الفرقة بعض المنشدين الذين كانوا يلازمون ذلك المجلس، وكانوا جميعا أكبر مني في السن، واستمرت الفرقة قرابة السنتين ثم تفرقت المجموعة لأسباب عديدة، وجلها أسباب قاهرة كذهاب بعضهم لخدمة العلم، والجيش، وبعد ذلك تعاونت مع بعض المنشدين المشهورين آنذاك - حيث كانت تنقصني الشهرة لكي أنطلق لتشكيل فرقة جديدة - أذكر منهم على سبيل المثال الأخ أبو ياسر الحلبـي، والأخ الأستاذ منير عقلة، والأخ الأستاذ توفيق المنجد وغيرهم، وهكذا كانت البدايات.
الأفق الجديد: متى أسست فرقة بلابل الشام؟
المنشد محمد المجبر: أسست فرقة بلابل الشام في أواخر عام 1987م، وكان وراء اختيارها قصة طريفة بعض الشيء، حيث كنت مع بعض الأصدقاء في مجلس نتداول بعض الأسماء لنختار منها اسما لفرقتي الجديدة، وكان كل واحد منهم يدلي بدلوه، فلم يعجبني أي اسم، لأني أريد لهذا الاسم أن يكون جامعا مانعا، فقلت لهم: سأسميها فرقة (بلابل الشام) للدلالات التالية (بلابل) أي مجموعة من البلابل، فكل واحد منهم بلبل، و(الشام) نسبة لبلدي الشام، فيعرف من خلال الاسم عمل الفرقة، ومن أين هي..؟!
الأفق الجديد: من هم أبرز الشعراء الذين يكتبون الشعر لإصداراتك؟
المنشد محمد المجبر: بالنسبة للشعر فإني أحاول أن آخذ من التراث القديم لا لشيء بل لأجل إحيائه فقط.
الأفق الجديد: يقول البعض أن أغلب ألحانك مأخوذ من ألحان السيد مكاوي؟
المنشد محمد المجبر: بالنسبة للشيخ الأستاذ سيد مكاوي رحمه الله تعالى فأنا من أكثر المعجبين بفنه وألحانه، وبدأت هذا المشوار في عام 1990م حيث كنت في حرم الرسول سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) في المدينة المنورة، وكنت أدندن بأغنية من أغاني المكاوي، فوضعت لها كلاماً دينياً، وهذا ما يسمى في الفن (القد)، وعند عودتي حفظتها للفرقة، وبدأنا ننشدها في الحفلات، وهي قصيدة (يا ربي أنت الهادي)، ثم كتبت كلاماً على (قـــد) أغنية أخرى، وكانت قصيدة (حبيبـي يا محمد)، فلما حضر الشيخ المكاوي إلى الشام، وأقام بعض الحفلات سنحت لي الفرصة بلقائه، وأسمعته ما كتبت على ألحانه فسرَّ كثيراً وأعجب بما سمع، وقال لي حرفيا وباللهجة المصرية: (الله يا شيخ دنت بتقلب سيئاتنا حسنات)، وطلب مني إهداءه بعض الأشرطة بصوتي ففعلت، وأيضا قال لي: لازم تجيني في مصر، لكي ألحن لك بعض الألحان الخاصة بلونك، وأعطاني العنوان، ولكن القدر حال بيني وبين ذلك فكانت وفاته رحمه الله تعالى.
الأفق الجديد: ما رأيك في الموسيقى واستعمالها في الإنشاد الديني؟
المنشد محمد المجبر: الموسيقى في الدين أمر فيه اختلاف بين العلماء فمنهم من حرمها، ومنهم من أباحها، ولكني لا أستعملها، للخروج من دائرة الاختلاف، ولا أنكر على من يستخدمها في الإنشاد.
الأفق الجديد: كيف ترون الفن الإسلامي؟
المنشد محمد المجبر: الفن الإسلامي في هذه الأيام يمر في مرحلة ازدهار وانتشار من خلال القنوات الفضائية، واتساع الأفق في هذا المجال، ولكني أخشى على هذا الفن من أدعيائه ومن الدخلاء عليه، لذلك أدعو الله تعالى أن يقيض له من الرجال المعوَّل عليهم سواء في المال أو في النفوذ، كما هو حاصل (للمطربين والمطربات) الجدد على غرار قناة (روتانا)، وغيرها مع التحفظ فيما تقدمه هذه القنوات، من انحطاط المستوى في الفن والطرب، وما إلى ذلك.
الأفق الجديد: كيف هي علاقتكم مع المنشدين؟
المنشد محمد المجبر: علاقتي بالمنشدين جيدة وكلهم أحبائي وإخواني، الكبير منهم أستاذي، والصغير منهم زميلي، ولكن بشكل عام هناك شرخ بين أكثر المنشدين فيما بينهم، وذلك لعدم وجود مرجع أو جامع يجمعهم ويرعاهم ويرشدهم، ويرجعون إليه فيما يهمهم في كل أمورهم، وهذا ما أشرت إليه في الجواب السابق، وأنا أطمح وأسعى أن يكون لنا نقابة أو جمعية، ويكون لها مقر ليؤمه المنشدون ويتلاقون، فتحصل المنفعة للجميع، حيث تتلاقى الأفكار ويتدارسون أحوالهم ويتفقدون بعضهم.
الأفق الجديد: ما آخر إصداراتك الجديدة؟
المنشد محمد المجبر: إصداري الجديد شريط (حبيب ربي) إنتاج دار الحافظ بدمشق، وهو الرابع، وكان قبله شريط (بالمحبة)، وقبله شريط (حبيبـي يا محمد)، وقبله شريط (شروق الشمس)، وهو الذي أوله قصيدة (يا ربي أنت الهادي).

معلومات رائعةومفيدة اخ معتز عن هذا المنشد

تسلم على الموضوع المفيد

اشكرك

شكرا برنس على مرورك

اشكرك من كل قلبي على الموضوع
الجميل
يعجبني اسلوبك فى الطرح ولك لمسة مميزه
دمت متالق

شكرا موضوع حلو