يسعى نجم المنتخب البرتغالي وقائده كريستيانو رونالدو الى فرض سطوته على المسرح العالمي وخطف الاضواء خلال نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010, وذلك بعد ان نجح في تحقيق هذا الامر في الملاعب الانجليزية والاسبانية وعلى المسرح الاوروبي.
من المؤكد ان رونالدو يعشق ان يكون في الاضواء لدرجة الغرور والتعجرف, لكن هاتين الصفتين لا مكان لهما في العرس الكروي العالمي لان المنافسة نارية ولا مكان للفرد الا اذا كان يعمل لمصلحة الجماعة, والدفاع عن الوان المنتخب الوطني يختلف تماما عن ارتداء قميص اي فريق كان.
يدرك رونالو حجم المسؤولية الملقاة عليه والصعوبة التي تنتظره وهو تذوق مع منتخب بلاده شدة المنافسة اعتبارا من التصفيات عندما اضطر البرتغاليون لخوض الملحق الاوروبي من اجل التأهل الى النهائيات. لم ينقل رونالدو تألقه على ساحة الاندية الى المسرح الدولي ومنتخب بلاده بشكل كامل ولم يرتق حتى الان الى المستوى المنتظر منه وهو سيكون بالتالي امام فرصة اسكات منتقديه عندما يخوض غمار نهائيات جنوب افريقيا في مجموعة تؤمن له فرصة ان يكون في الاضواء بافضل طريقة ممكنة لان منتخب بلاده سيواجه البرازيل وساحل العاج, اضافة الى كوريا الجنوبية.
ارتقى رونالدو, واسمه الكامل كريستيانو رونالدو دوس سانتوس افيرو, الى مستوى التحدي الذي انتظره الموسم الماضي في ريال مدريد الاسباني الذي انتقل اليه من مانشستر يونايتد الانكليزي مقابل مبلغ قياسي بلغ 94 مليون يورو, وظهر بمستوى مميز في موسمه الاول مع النادي الملكي بتسجيله 26 هدفا في الدوري المحلي, لكن فريقه خرج خالي الوفاض ان كان محليا او اوروبيا بعد ان خسر الدوري المحلي لمصلحة غريمه التقليدي برشلونة, وودع مسابقة الكأس المحلية بطريقة مذلة على يد هواة الكوركون, ودوري ابطال اوروبا من الدور الثاني على يد ليون الفرنسي.
من المؤكد ان رونالدو اليوم يختلف تماما عن رونالدو اليافع الذي وصل الى مانشستر عام 2003 قادما من سبورتينغ لشبونة, اذ حقق النضوج المطلوب خلال مشواره مع "الشياطين الحمر" وكانت ابرز لحظات مسيرته حين توج مع الفريق الانكليزي بلقب دوري ابطال اوروبا عام 2008 ومعه الدوري المحلي وجائزة افضل لاعب في العالم وهداف الدوري الممتاز ايضا, مسجلا ما مجموعه 42 هدفا في جميع المسابقات. قصة رونالدو الذي ولد في الخامس من فبراير عام 1985 في جزيرة ماديرا, مع الكرة المستديرة بدأت حين كان في الثالثة من عمره, وهو بدأ اللعب مع فريق اندورينيا للهواة حيث كان والده يعمل, وذلك عام 1995 حين كان في الثامنة من عمره, ثم انتقل عام 1997 الى سبورتينغ لشبونة بنصيحة من والده الذي رفض انتقاله الى بورتو وبوافيستا.
وسرعان ما لفت البرتغالي الشاب الذي اطلق عليه والده اسم رونالدو تيمنا برئيس الولايات المتحدة السابق رونالد ريغين الذي كان ممثلا ايضا, انظار مدرب مانشستر السير اليكس فيرغوسون الذي خاطر بالتعاقد معه عام 2003 بعدما اعجب موهبته خلال مباراة جمعت "الشياطين الحمر" بسبورتينغ لشبونة (1-3) خلال افتتاح ملعب "ستاديو جوزيه الفالدي". واصبح رونالدو اول لاعب برتغالي ينضم الى مانشستر عندما وقع عقد انتقاله الى الاخير بعد موسم 2002-2003 مقابل 24ر12 مليون جنيه استرليني.
اراد رونالدو الرقم 28 في مانشستر لانه كان متخوفا من ارتداء القميص رقم 7 الذي تناوب عليه نجوم عظماء في تاريخ النادي مثل جورج بست وبريان روبسون وايريك كانتونا وديفيد بيكهام, لكن فيرغوسون اراد ان يمنحه هذا الرقم, وهو كان محقا لان البرتغالي الشاب ارتقى الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه تماما ونجح في قيادة الفريق الى لقب الدوري المحلي ثلاث مرات, والكأس المحلية مرة واحدة, وكأس رابطة الاندية مرتين, ودوري ابطال اوروبا مرة واحدة اضافة الى نهائي 2009, وكأس العالم للاندية مرة واحدة ايضا, قبل ان يبحر نحو مغامرة اخرى حملته الى العاصمة الاسبانية مع عبء الارتقاء الى حجم المبلغ الذي دفعه النادي الملكي للحصول على خدماته.
على الصعيد الدولي كان لمشوار رونالدو مع مانشستر تأثيرا على موقعه في المنتخب, اذ نضج كثيرا أثناء عامه الأول مع "الشياطين الحمر" ولعب دورا رئيسيا في وصول منتخب بلاده إلى نهائي كأس اوروبا عام 2004 في البرتغال قبل ان يخسر امام اليونان, كما وصل مع المنتخب الاولمبي الى نهائيات مسابقة كرة القدم في اولمبياد اثينا 2004 حيث خرج منتخب بلاده من الدور الاول. كان أول ظهور دولي لرونالدو مع منتخب البرتغال في أغسطس 2003 ضد كازاخستان, وهو سجل هدف البرتغال الوحيد في المباراة التي خسرتها في افتتاح كأس اوروبا 2004 امام اليونان (1-2) وفي الدور نصف النهائي امام هولندا (2-1).
كانت مجموعة البرتغال في كأس العالم 2006 تضم ايران وانغولا والمكسيك, وقد استطاع رونالدو ان يسجل هدفا في مرمى ايران من ركلة جزاء. وبعد أن تأهل المنتخب البرتغالي إلى الدور الثاني تواجه مجددا مع هولندا بعد ان التقيا في نصف نهائي كأس اوروبا, وجدد البرتغاليون فوزهم على منافسيهم هذه المرة 1-صفر في مباراة اصيب خلالها رونالدو بعد التحامه بالمدافع خالد بولحروز.
وفي نصف النهائي إلتقى منتخب البرتغال نظيره الانجليزي, وقد انتهت المباراة بالتعادل في وقتيها الاصلي والاضافي, وبعد الاحتكام إلى الركلات الترجيحية سجل رونالدو الركلة الترجيحية الاخيرة لبلاده وقادها الى نصف النهائي. لكن الصحافة الانجليزية لامته على تصرفه في حادثة طرد زميله في مانشستر واين روني من تلك المباراة بعد اعتداء الاخير على المدافع البرتغالي ريكاردو كارفاليو, فركض رونالدو 40 مترا ليصل إلى حكم المباراة ويحتج عنده, مطالبا إياه بطرد زميله في "الشياطين الحمر". في الدور النصف نهائي, إلتقى منتخب البرتغال مع نظيره الفرنسي وخرج الاخير فائزا 1-صفر, ليكتفي رونالدو زملاؤه بالمركز الرابع بعد خسارتهم مباراة تحديد المركز الثالث مع المانيا المضيفة 1-3.