ام المؤمنين حفصةبنت عمر
حفصة بِنت عمر بنِ الخَطاب العدوية، أُم المؤمنين. هى السيدة الستر الرفيع بنت أمير المؤمنين أبى حفص عمربن الخطاب. وأمها زينب بنت مظعون.
كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه و سلم، و قد شهد بدرا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمرو لم تلد له، فترملت ولها عشرون سنة. وكان عمر (رضي الله عنه) حين ترملت حفصة من زوجها عرضها على عثمان بن عفان، فقال له: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر
قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، ثم قال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا.
فلقي عمر أبا بكر فقال له: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إليه شيئاً، فكان عمر عليه أَوجد منه على عثمان. فلبث ليالي، ثم خطبها رسول الله (صلّى الله عليه وسلَّم) فأنكحها إياه، وفي رواية: أن عمر أتى النبيّ (صلّى الله عليه وسلَّم) فشكاه عثمان، فقال النبيّ (صلّى الله عليه وسلَّم) قد زوج اللهُ عثمان خيراًمن ابنتك، وزوج ابنتك خيراً من عثمان) فتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلَم) حفصة، وأصدقها رسول الله (صلى الله عليه وسلَم) أربعمائة درهم. وزوج أم كلثوم من عثمان بن عفان ( رضي الله عنهما)
قال عمر (رضي الله عنه) فلقيني أبو بكر، فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك. قلت: نعم.
قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلاّ أني قد علمت أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلَّم) قد ذكرها فلم أكن لأُفشي سرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم) ولو تركها لقبلتها..
وحفصة، وعائشة: هما اللَتَانِ تظَاهرتَا علَى النبِي (صلَى الله علَيه وسلم ) فَأَنْزل اللهُ فيهما
إِنْ تَتُوْبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوْبُكُمَا، وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيْلُ...) الآيَة
عن عطاءسمع عبيد بن عميريقول: سمعت عائشة تَزعم أَن النبِي (صلى اللهُ علَيه وسلم) كَان يمكث عند زينب بِنت جحش، ويشرب عندها عسلاً. فَتَواصيت أَنا وحفصة إن أَتينا ما دخل علَيها، فَلتقل: إِنِّي أَجد مِنْكَ رِيْحَ مَغَافِيْرَ! أأَكَلْتَ مَغَافِيْرَ
فَدخل علَى إِحداهما، فَقالَت لَه ذلك قَال (بل شربت عسلا عند زينب، ولَن أَعود لَه) فَنزل(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ) إِلَى قَوله: (إِنْ تَتُوْبَا) -يعنِي: حفصةَ وعائشة وإِذ أَسر النبِي (قَوْلَهَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلا)
و روى أن رسول الله( صلى الله عليه وسلم) طلقها تطليقة ثم ارتجعها وذلك أن جبريل قال له أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة عن أنس أن النبي( صلى الله عليه وسلم) طلق حفصة ثم أمر أن يراجعها
عن عقبة بن عامر قال طلق رسول الله( صلى الله عليه وسلم) حفصة بنت عمر فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها فنزل جبريل من الغد على النبي( صلى الله عليه وسلم) فقال إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر
وفي رواية أبي صالح دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال لعل رسول الله( صلى الله عليه وسلم) قد طلقك إنه كان قد طلقك مرة ثم راجعك من أجلى فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا
و قد كانت رضى الله عنها صوامة قوامة و روت عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد حفظت نسخة القرآن الكريم عندها
روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما هلك أبو بكر( رضي الله عنه) أي : توفي كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده أي: على رق من
نوع واحد فلما هلك عمر( رضي الله عنه) كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي( صلى الله عليه و سلم) ، ثم أرسل عثمان( رضي الله عنه) إلى حفصة( رضي الله عنها) فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف ليردنها إليها، فأعطته ، فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ، و أمر الناس فكتبوا المصاحف
توفيت حفصة (رضي الله عنها) في شعبان سنة خمس وأربعين، أو إحدى وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) وهي يومئذ ابنة ستين سنة أو ثلاث وستين سنة، فصلّى عليها مروان بن الحَكَم، وهو يومئذ عامل المدينة، ثم تبعها إلى البقيع، وجلس حتى فُرغ من دفنها، وكان نزل في قبرها عبد الله وعاصم ابنا عمر وسالم وعبد الله وحمزة بنو عبد الله بن عمر(رضى الله تعالى عنهم جميعآ)