ملخص القصة
(حصلت هذه القصة قبل تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية..)
في ولاية كنتاكي و في احدى المزارع الكبرى كان يجلس السيد (شيلي) وهو رجل مهذب على عكس رفيقه السيد (هيلي)..
كان (هيلي )رجل فج محياه ينطق بالغرور والوقاحة لا يتورع عن أي شئ في تحقيق غرضه..!!
كان الإجتماع معقودا في منزل السيد شيلي ودار هذا الحديث بينهما ..
~هذا الحل لا يوافقني يا سيد شيلي ولا استطيع أن اقبل به..
~ ولكن توم ياهالي خادم نادر المثال فهو يساوي مبلغا من المال ويستطيع أن يخدمك في أي بقعة تفرضه فيها ,,
,إنه رجل مخلص وصادق..
~ مخلص وهل يوجد زنجي مخلص..!!؟اليس لديك شئ تضيفه الى (توم) بنت او غلام...؟
وفي هذه اللحظة دخل غلام صغير خلاسي البشرة (اي هجين) مابين الرابعة والخامسة من عمره,,,
عيناه تشع بالذكاء من وراء أهداب طويلة اضف الى ذلك الثقـة التي يتصف بها هذا الطفل بشكل مضحك..!!
كان الطفل المقرب والمدلل عند أسياده ونظر الصغير الى داخل الحجرة بفضول...!!
قال السيد شيلي ..تعال أيها الغراب الصغير ثم القى عليه بعنقود من العنب...خذ أمسك قال السيد شيلي..
وقفز الطفل بكل قوته وأمسك بالعنقود ...كان السيد شيلي يضحك ..تعالى هنا ..
افترب الطفل منه فمرر يده على شعره وربت على ذقنه ..
والآن يا أيها السيد الصغير أري السيد هيلي كيف ترقص وتغني..,,فأخذ يرقص ويغني أغنية مضحة من اغاني الزنوج...ويتحرك بجسده الصغير ..
وصاح السيد هيلي...:احسنت احسنت ياله من ولد ...!! اتفقنا سوف آخذه ..تمت الصفقة..
وما إن انتهى من كلامه حتى دخلت جارية سمراء تناهز الخامسة والعشرين لا يشك الناظر اليها انها والدة الصبي ..
مابك يا اليزا.؟.سأل السيد شيلي ...
عذرا سيدي أتيت لكي آخذ طفلي الصغير..وخرجت مسرعه...!
قال السيد شيلي..:اسف لا اوافق على بيعه ...فأنا إنسان لا استطيع حرمان ام من ولدها...وكانت اليزا تسترق السمع ففهمت ما كان ينويه سيدها..
لقد كان يساوم على ابنها والعم توم ....!!؟
كان كوخ العم (توم)بناء صغيرا من جذوع الأشجار يفع في مزرعة عائلة شيلي ..وأمام الكوخ بستان صغير تختلط عليه الفاكهة والخضار..
اما من الداخل في احدى زواياه وضع سرير تمتد عليه أغطية بيضاء والى الجانب هناك فطعة من السجاد المهترئ..؟
(وكانت العمة(كلو) زوجة (توم)والطاهية الاولى لعائلة السيد شيلي..).وامام المدفئة هناك مائدة للطعام حيث كان العم توم جالسا ..
وهو أقوى واحذق عامل عند السيد شيلي,,, كان توم رجلا متين البنيان وأطرافه مفتولة ولونه كالأبنوس اللماع ..
كانت جميع تقاطيع وجهه أفريقية نموذجية ..وتعبر عن رصانة وتفكير يمتزجان بالعاطفة والطيبة ...
كان العم (توم منهمكا في رسم بعض الأحرف على لوح من الخشب أمامه ولقد كان يشرف عليه (جورج شيلي )وهو غلام ابن الثالثة عشرة..!
قالت العمة (كلو)وهي تنظر بإعجاب الى جورج ...يالهؤلاء البيض ما أذكاهم انهم يعرفون كل شئ في هذا السن الصغير...!!!
سيدي جورج شكرا لك لانك تاتي لتعليم توم القراءة والكتابة ..ما أكرمك يا سيدي؟؟
~صاح جورج ...انني جائع يا عمة كلو...كان سعيدا بهما,,,
~ بالحال يا سيدي..الحلوى جاهزة ..كانت تضحك بصوت عالي..
وفي منزل السيد شيلي هناك كان يجري مشهدا آخر ...كان السيد شيلي يعد رزمة من الأوراق النقدية وسلمها للسيد هيلي تاجر الرقيق..
الذي عدها بدوره ثم قال ...:لم يبق الآن سوى التوقيع ...فأخذ شيلي العقد ووفعه النخاس وذكره بوعده له ..الا يبع العم توم الا لمن يقدره..؟
وصل السيد شيلي لجناحه الخاص مستعدا للنوم ..فسألته زوجته ..
~ من هذا الرجل الذي كان معنا على مائدة الغداء..
~ انه رجل اتعامل معه في بعض التجارة..
~ اهو تاجر رقيق...؟......لم يرد عليها...لبرهة ثم قال.:
~ حسنا يا ايميلي لقد خسرت مالي ومزرعتي واصبحت مديونا ..الى درجة وجدت نفسي مضطرا لبيع توم والصغير هنري..
~ توم الرجل الطيب عبدك الذي اخلص لك ..الم تستطيع بيع بعض الخيول ..لقد وعدته إنك سوف تعطيه حريته...ولماذا هذين الاثنين..؟
~ لأنهما يعودان علي بمبلغ محترم...وهذه هي وسيلتي الوحيدة لإنقاذنا لان كل المزرعة مرهونة عند السيد هيلي..
وفي هذه الأثناء كانت اليزا تسترق السمع كعادتها فلم تفتها اي كلمة من سيداها ..وما إن انتهى السيد شيلي حتى تحركت بهدوء الى حجرتها ..
حيث كان يرقد طفلها هنري ..ووقفت أمامه...:أيها الطفل الصغير المسكين لقد باعوك ..ولكن أمك سوف تنقذك..
كتبت رسالة الى السيدة شيلي تعتذر منها على فرارها وتشكرها لحسن المعاملة..وبعد ذلك ايقظت ابنها وطلبت منه الا يحدث أي ضجة...
وما إن انتهت من لبسه ذهبت بهدوء الى كوخ العم توم ونقرت الباب بلطف...فتحت لها العمة كلو ...
~مابك يا ابنتي ...!
~ انا هاربة ..سوف ابحث عن زوجي (جورج) ..آواه يا عمتي كلو لقد باع السيد شيلي هنري الصغير...
ردد كل من العم توم وكلو بصوت واحد ...باعه باعه ...كيف ولماذا؟؟
~ نعم باعه وباعك انت أيضا يا توم ..باعكما الى نخاس سيأتي اليوم بالذات ليتسلم(البضاعة)..
وقف توم مذهولا ...
~ ماذا فعل نوم لكي يبيعه..؟
~ انه مديون للنخاس ...مارأيك ايها العم توم نهرب سويا امامك الفرصة ..
~ كلا لن ارحل ..اذهبي انت يا اليزا ...لوحدك ,,,يجب ان أباع لأن سيدي خسر كل شئ ..لقد تعود سيدي أن يجدني في مكاني..
وسوف يجدني هذه المرة أيضا ولم أنكث بعهدي قط....
قالت اليزا للعمة كلو لقد رأيت زوجي جورج اليوم وهو ايضا عازم على الهرب من سيده..لانه لم يعد يطيق الظلم..
حاولي ياكلو أن تبعثي له أنني سوف احاول الهروب لكي أصل الى كندا ..ثم اختفت في الظلام...
وفي الصباح بحثت السيدة شيلي عن اليزا فلم تجدها وجاءها الخادم برسالتها ..لقد عادرت المنزل يا سيدتي..
~ الحمدلله ..زقالت السيدة شيلي..
أقبل السيد هيلي لكي يستلم بضاعته فعرف بقصة هروب اليزا مع ابنها فغضب وأصبح يشتم ويصيح ..
ودخل الى مكتب السيد شيلي..
~ كيف تهرب الفتاة مع ابنها ...كنت اتوقع منك ان تعاملني بشرف ..
~ ماذا أفهم مما تقول..إن من يشكك في شرفي ليس له عندي سوى جواب واحد...!!
لوأن الحكومة سقطت لمااحدثت تلك الضجة ,,,كما أحدثت قصة بيع العم توم في المزرعة فلم يكن لأحد حديث سوى تلك المسألة ..
نادى أحد العبيد رفيقه...>>
يا سام إن السيد يريد ان تسرج له جوادين ليرافق السيد هيلي ونساعده باللحاق باليزا وابنها...
عاد سام بالجوادين وكان حصان السيد هيلي مهرا شرسا ...
فلما رآه وثب وصهل وكاد يقطع فأقبل سام بحجة أنه يريد تهدئة المهر..
ووضع تحت السرج ثمرة الدردار دون أن يشعر به أحد..وظهر هيلي وقد هدأت ثورته وما أن لامس الحصان..
حتى قفز به قفزة هائلة وقذف به في الوحل..
وأصبح المشهد مضحكا للعبيد وخاصة الصغار..كان الحصان يجري والسيد هيلي يرعد ويزبد...ويجري ثم يقف ثم يضرب بقدميه ..
ويصدر الأوامر دون ان يسمع له أحد..وحدها السيدة شيلي كانت تتابع بسرور..
كان كوخ العم توم في ذلك الصباح لا يدخل من نوافذه سوى شعاع شاحب حزين ..
وكانت جميع الوجوه تعكس مافي القلوب من لوعة والم ..
~قال العمة كلو..:أعلم أنه علي أن اتجلد واصبر ولكن السيدة وعدت انها سوف تقوم بشرائك في مدة عام,,,
~قال العم توم..:سلمت امري لله ...لقد كان البيع من نصيبي انا والحمدلله انك لم تباعي والأولاد أيضا..فاليتولى الله رعايتي..
انفجر الجميع بالبكاء بما فيهم السيدة شيلي...:اعذرني ياتوم لن استطيع ان اعطيك شيئا ..واذا اعطيتك فسوف يسلبونه منك..
~ لا عليك يا سيدتي ..رجاء بلغي اسفي لعدم توديع اللسيد جورج..
وفي اثناء ذلك قيد السيد هيلي العم توم بقيد وسلاسل من حديد..
فاستنكر الجميع...كان جورج في زيارة لأصدقائه في المزرعة المجاورة ,,
أما السيد شيلي فقد ابتعد لكي لا يشهد هذا الموقف المولم...!
وماقطعت العربة مسافة ميل حتى سمع صوت استنكار ...:ياللعار ياللعار لو كنت رجلا لما سمحت لهذاأن يحدث..
~ سيدي جورج حمدلله لقد فرحت بقدومك..واعطاه جورج دولارا فضيا مثقوبا وطلب منه ان يعلقه برقبته ..وقال..
~ تذكر ياتوم أنني سوف أحررك يوم ما..واقبل السيد هيلي ,,
~كنت اعتقد انك تخجل بالمتاجرة بالبشر وتقيدهم بالسلاسل كالحيوانات..قال جورج
~ مادام أهلك يشترونهم فبإمكاني بيعهم والبيع والشراء سيان..
كان صديقنا العم توم في احدى البواخر العظيمة التي تجري على نهر المسيسيبي ويبدو أن توصيات السيد شيلي قد آتت ثمارها..
فقد لمس هيلي ما يتمتع به توم من حسن الخلق وولاه ثقته وتركه يروح ويجئ على متن الباخرة..وقد كسب احترام الجميع...
وكان من بين ركاب السفينة رجل ومعه امراة متوسطة في العمر وطفلة جميلة ..كانت في غاية النشاط والحيوية..
كأنها نسمة خفيفة من أنسام الصيف ..أنها صورة مثالية للجمال الطفولي...كانت تطير هنا وهناك راقصة مترنمة والإبتسامة تعلو شفتيها..
وعندما تمر قرب العبيد والإماء كان يعلو في وجهها البرئ الشرود والألم لحالهم...؟!
فكانت تاتيهم بالحلوى والجوز وبعضا من الفاكهة ..وتوزعها عليهم..وكان توم يتابع بنظراته تلك المخلوقة الرائعه بإهتمام زائد..
يوما بعد يوم اصبحت الصبية الصغيرة وتوم صديقين لحسن معاملته لها ..فسألها ..
~ ما اسمك...؟؟ اسمي ايفانجلين سانت كلير وتستطيع منادتي بايفا..
~ وانا اسمي توم وهناك حيث كنت كانوا ينادونني العم توم..
~اذا سوف اناديك بالعم توم...ولكن الى أين أنت ذاهب أيها العم توم..؟
~~ لا أعرف يا آنستي سأباع بالمزاد ولا أعلم نصيب من سأكون..
~ بإستطاعة والدي أن يشتري ما رأيك...سأكلمه بذلك...وذهبت مسرعة لتحدث والدها ..
وأثناء توقفت السفينة لتتزود بالوقود فاهتزت قليلا..
فزلت قدم الصغيرة فانقلبت وسقطت على النهر وهم الوالد بإنقاذ صغيرته ولكن كانت قفز ة توم اسرع ..
وفي اليوم الثاني وصلت السفينة الى أوليانا الجديدة ولعل الحادثة قد ساعدت ابنةالسيد سانت كلير في اقناعه بشراء توم..
اغروقت عينا توم عندما وجد سيده الجديد سيدا مهذبا وطيبا وشعرأنه سوق يحسن معاملته...وعندما وصلو لمزرعة السيد سانت كلير ..
كانت زوجته وعبيده بإنتظاره ...وكان السيد سانت كلير لا يكلف توم الا بالأشياء الضرورية والملحة ولكنه لاحظ ما يتمتع به توم من حسن تدبير وتعقل..
كان توم في هذا الوقت يتذكر بعض المعلومات التي كان يمده بها السيد جورج لكي يكتب خطابا للعمة كلوو..
وكانت ابفا الصغيرة تساعده على قدر ما تعلم وفرح الاثنان أيما فرح عندما انتهيا من تحفتهما اللفنية ودخل عليهما الأب ..
وهم بقراءة الرسالة وجلس يضحك..ووعد توم بتوصيلها باقرب وقت ...وبالفعل لقد اعاد صياغتها ثم بعثها بنفس اليوم..
وفي مزرغة شيلي قالت السيدة شيلي لزوجها ..:لقد ارسل العم توم برسالة للعمة كلووانه يعيش حياة رغيدة فقد اشترته عائلة كريمة...
تلقى توم ردا من جورج الصغير وابلغه بأخبار العائلة والمزرعه ..ووعده بتحريره قريبا..
مر عامان على توم وهو سعيد ولكن دائما هناك غصة فهو بعيد عن الذين وهبهم قلبه وحياته ..
وكان ذلك مصدر شقاء له,,, ولكن لم تدم السعادة في تلك المزرعة..
مرضت ايفا الصغيرة بمرض عضال ..ولم يمهلها المرض كثيرا ففارقت الحياة تلك البريئة ..فاصبح توم حزينا ومهموما...
وفي احدى الليلي ناداه السيد سانت كلير وقال له لقد وعدت ابنتي ايفا ان احررك وانا سأوفي لها ماوعدت..
ولقد اجريت المعاملات اللازمة...ففرح توم ...وبكى من شدة فرحه ثم تذكر الصغيرة ايفا فبكى حزنا على تلك الملاك الصغير..
اصبح السيد سانت كلير رجلا حزينا يعاقر الشراب ويلعب القمار وفي احدى الليالي تشاجر مع احد رواد الحانة فطعنه بالسكين وقتل في الحال..!
وهكذا مات احباء العم توم ...فكلم سيدته عما وعده به السيد سانت كلير ,,فقالت السيدة:
~كم أنت وقح أيها العبد بل سوف ابيعك أنت والعبيد والمزرعة وابتعد عن هنا لأنها تحمل لي من الذكريت ما يقتلني..
وهكذا بيع توم لسيد آخر ولكن هذه المرة ليس كالسيد سانت كلير..
عندما تسمع بذكرمحل تجاري لبيع الرقيق لابد أن تتجلى أمام ناظريك صورة بشعة رهيبة وتجار متوحشون ..أجلاف..!!
ولكن هذا مغاير لما تسمع به فتجار العبيد اصبحوا أكثر دراية فهم يحرصون على أن يكون مظهر سلعهم البشرية مرغوبة للزبائن ..!
بمعنى أنهم يلبسونهم الملابس الجديدة والجذابة..
وجه توم وعبيد السيد سانت كلير الى مستودع النخاس السيد سكفر وحشد الجميع أثناء الليل في حجرة واسعة..
وكان توم في حالة نفسية سيئة ..لذا آثر البقاء وحيدا بعيدا عن العبيد والاماء..وفي اليوم الثاني...
كان الجميع منهمكا لاعداد مجموعة جميلة ..من العبيد والاماء للمزاد ..و السوق عبارة عن دائرة..واسعة تعلوها قبة..
رائعة من الرخام ..هناك الكثير من الزبائن...والتجار يغالون في بضاعتهم ويحسنوا في تجميلها بالكلمات الرنانة..
وكان توم يرقب تلك الوجوه المحيطة به وهو غارق في أفكاره ,,لقد رأى أناسا كثر ولكنه لم يشاهد سوى رجال غلاظ مبتذلين..
تقدم رجل قصير سمين جلف العينين...قبل بدء المزاد بدقائق ..وبدء في فحص العبيد..كان توم يتابعه بنظراته ..
انتابه خوف مفاجئ ..وراح الرجل يفحص العبيد واحدا تلو الآخر حتى وصل لتوم..فامسك به من ذقته ,,وفتح فمه..
ليفحص اسنانه..وحمله على مد ذراعيه ليجس عضلاته ويعرف مبلغ متانتها..ثم دار حوله وطلب اليه ان يقفز ليتاكد من قوة ساقيه..!!
~ أين نشات سأله الرجل...
أجاب توم وهو يجيل بصره فيما حوله كأنه يطلب النجدة..:في كنتاكي ياسيدي!
وماذا كنت تعمل هناك...؟كنت اعتني بمزرعة سيدي...قال توم
تحول الرجل عنه..ولكن قضى الامر واصبح لتوم سيدا جديدا فهبط من المنصة بعد ان بيع جميع العبيد والاماء..
بعد ان اشترى السيد ليغيزي ثمانية عبيد من بينهم توم ..ساقهم والسلاسل والقيود على أرجلهم وايديهم...
كان الرجل ينظر الى وجه توم الذي يفيض منه الأسى ..فشعر بخوف منه فابتعد عنه..
وفال اسمعوا جميعا ..الآن ترون تلك القبضة ..ولوح بها ..
وضرب بها على يد توم ...انني احذركم فقبضتي هذه هي كتلة حديد لصرع الزنوج وانا لم التق حتى الآن زنجيا واحدا لا استطيع صرعه...
وصلت العربة آخر الامرالمزرعة..وكان في انتظارهم الكلاب الشرسة..وقال السيد ليغزي..
هذا ما ينتظركم ان حاولتم الفرار..تستطيع هذه الكلاب التهامكم كما تلتهم الطعام..
لم يحتج توم الى الكثير حتى يتعرف على المزرعة وتعود ان يتحمل كل ما يمكن أن يصيبه من إيذاء او ظلم ..
لاحظ ليغزي ما يتمتع به توم من مزايا فقد كان مجدا في عمله وقليل الكلام ...لكنه كان يبغضه لتلك النظرة في عينيه...
كان يرى تعذيب الإماء بعينه لكنه لايستطيع الكلام فهو عبد مهما حاول ..كان يحاول التخفيف عنهم في كل مرة يرى ظلما او تعذيبا ..
وسمع السيد بما كان يقوم به توم من مساعدة للعبيد والاماء فناداه ..
وطلب منه بجلد احداهن...فرفض توم ..عذرا يا سيدي لا استطيع..
فقام الرجل بضرب توم على وجهه بسوط حتى سالت دمائه...مارايك الآن هل تستطيع..؟ لا يا سيدي لا استطيع ..
سيدي مستعد ان اعمل ليلا نهارا لكن ماتدعوني اليه لا يجوز ..عفوك يا سيدي فلن ارتكب اثم يغضب الرب..
وسرت همهمة بين العبيدالذي اذهلهم موقف توم..واخذوا ينظرون نهايته ..
اما ليغزي فقد اذهلته المفاجئة لأنه لم يكن يتوقع أن يجرؤ عبدا
على عصيانه..كيف ايها الحيوان..كان ليغزي يرتجف من الغضب وعيناه مليئة بالشر ..
أنت ايها العبد الست ملكي جسدا وروحا..
لا ياسيدي ربما تملك جسدي ولكن روحي ليست لك لانك لم تشترها ولست بقادر على دفع ثمنها .
.لقد اشتراها من هو قادر على صيانتها وحفظها ..
وهنا وضع حذائه في فم توم وضربه بعنف حنى سقط مغشيا عليه..
ونادى السيد عبيده لكي يأخذوا توم ويرموه في القبو ..
وفي الليل أتت اليه احدى الاماء بماء ..فوضعت بعض الماء في فمه وقربت له فراشا من القش ووضعت عليه غطاء مبللا..
لماذا لم تضربني يا توم...فاغروقت عيناه وقال لقد خسرت الاهل والولد والسكن والسيد الطيب ..
فلا اريد ان اخسر آدميتي فهي ماتبفى لي..
جاء احد العبيد بتميمة لسيده ...فقال له ماهذه ..قال انها تميمة ياسيدي وجدتها مع توم انها من تلك التمائم التي يحصل عليها الزنوج من السحرة..
لكي لا يشعروا بالالم وقد وجدتها مربوطة في عنق توم...ففتحها السيد ووجد دولارا فضيا وعليه خصلة شعر أشقر(شعر الطفلة ايفا)..
من أتى بها قال بذعر..لا تحملوا الي بهذه الاشياء الشيطانية ..ومنذ ذلك اليوم كان ليغزي يشعر بخوف من توم ..
وكان فريسة للكوابيس وكان العرق يتصبب منه ...؟
وهكذا عاش العم توم في عذاب من السيد ليغزي ..حتى قررت بعض الاماء الفرار..فاخبرنه لكي يهرب معهن فرفض..بحجة انه لا يستطيع الركض من شدة الضرب الذي كان يتلقاه يوميا..
وجاء ليلة هروب الفتاتين وخرجت الهاربتان دون احداث ضجة واستطاعتا بمساعدة الظلام ان تصلا الى اكواخ العبيد ..
وانتشر النبأ في كل مكان وجئ بالعبيد وراحوا يوقدون المشاعل والكلاب تعوي..وكان السيد ليغزي يمتلأ غيظا وقد صب غضبه كما كان متوقعا في العم توم..
وجئ بتوم ..اتعلم أنني قررت أن اقتلك..؟ان هذا ممكن يا سيدي ..قال توم,,
سوف اقتلك اذا لم تقل لي أين اختفت الفتاتان..~ اعوذ بالله افضل الموت يا سيدي على ان اشي بهما..
وهكذا بداأ تعذيبه ولكن هذه المرة كان الوضع مختلفا..كان ينكل به بكل طريقة الى ان اغمي عليه.
.ولم يتحرك فطلب من عبيده برميه خارجا واذا مات فاليقوموا بدفنه دون إخبار احد..
بعد يومين اثنين..
كان هناك شاب في مقتبل العمر يزور مزرعة السيد ليغزي ..
كان هذا الشاب السيد جورج شيلي بعد أن توفي والده اصبح يبحث عن توم حتى عرف من احد النخاسين بمكانه..
وسال السيد ليغزي عنه ...وقال له نعم لقد اشتريت احد بهذا الاسم لكنه عبد متمرد ناكر للجميل ..
ولقد أمرت بجلده ..وهو الآن يحاول ان يموت ولا ادري ان كان سينجح.
.فصاح جورج يا الهي ..وأين هو..؟اريد أن أراه..
قال له ولد صغير إنه هناك يا سيدي هناك في المخزن...كان توم راقدا ولكنه لم يكن يشعر بألم ..
لأن أعصاب الالم في جسده قد تحطمت وضعفت..
ولما دخل جورج الى المخزن ..دار راسه توم وأوشك ان يسقط ..أوا هذا ممكن..توم؟؟قال جورج..
وكأن صوت جورج قد تغلغل في روح المحتضر فحرك رأسه ..لقد جعل الله فراش موتي أنعم من ريش النعام..
وانحنى الشاب المسكين والدموع تجري على خديه وفتح توم عينيه ..وقال توم ..:.سيدي جورج..؟
وقال الحمدلله هذا كله من نعمه كل ما كنت اتمناه انهم لم ينسوني ان هذا ليدفء مني الروح..فانا أموت راضيا مطمئنا..)
~كلا إنك لن تموت ينبغى الا تموت لقد جئت لاشتريك لاعيدك الى منزلنا,,
~هيهات يا سيد جورج لقد فات الاوان...
~ لا تموت ياتوم ان موتك سوف يقتلني..
~ لا تخبر كلو يا جورج في اي حال رأيتني فسيكون لها صدمة قوية لها ..
وبذلك استنفذ توم كل طاقته ...فغرق في غيبوبة لم يفق منها ..ونام نومته الابدية..ودفنه جورج في احدى المقابر ..
لم يستطع جورج محاسبة السيد ليغزي لانه لن يجد احدا لكي يشهد ضده ولا يعترف القانون بشهادة العبيد..
عاد لكي يخبر والدته والعمة كلو ...التي كانت تنظر بفارغ الصبر مجئ زوحها..
وعندما رات جورج وحيدا..
علمت أنها لن ترى توم الى الابد..
وهكذا قام جورج بتحرير كل عبيده ...ومن بينهم العمة كلو وابنائها ...
أما عن اليزا وابنها هنري وزوجها جورج فقد ساعدهم احد المحسنين ورحلوا الى كندا حيث لا عبيد هناك في تلك الفترة..
تمت بحمدالله..