| مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| موضوع: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية الأربعاء ديسمبر 09, 2009 6:20 am | |
| والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد
إخوانى وأخواتى بارك الله فيكم
أوردت لكم رساله أو دراسه فى كيفية دراسة السيره النبويه .......ويظهر للجميع من عنوان الرساله أن الكاتب إنما أراد أن يعيد تصحيح مفهوم السيره النبويه لدينا
بمعنى أن يتم تحويل النظر من كون السيره النبويه مجرد قصص يقرأ وفقط إلى دراسة السيره بنظره واعيه .. نظرة التعلم ثم الفهم ثم التطبيق ..
بأن نأخذ السيره كمواقف تدرس لتطبق لا لتقص اى تحكى وتروى ... كأن أنظر كيف تعامل مع النساء كزوج ..كيف تعامل مع الابناء كأب ... كيف تعامل مع الجيش كقائد ... كيف تعامل مع المسلمين كمعلم ومربى ... كيف تعامل مع غير المسلمين ... كيف تعامل مع ربه كعابد ... كيف تعامل مع اصدقائه كصديق ....................... الخ
كيف ............... بصراحه الرساله جد مفيده وقيمه ومهمه لكل منا
أترككم مع الرساله بارك الله بوقتكم
مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية
محمد جلال القصاص
راجعه وصوَّبَه
الشيخ الدكتور / محمد صامل السلمي
أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى . مكة المكرمة
----------------------------
أهمية وضع ضوابط لقراءة السيرة النبوية :
** السيرة النبوية ـ على صاحبها الصلاة والسلام ـ هي في الحقيقة عبارة عن الرسالة التي حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المجتمع البشرى قولًا وفعلًا، وتوجيها وسلوكًا، ( وعدّل بها الموازين المنحرفة في هذه الحياة )(1) ، فبدَّل مكان السيئة الحسنة، وأخرج بها الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة الله (2)
** واليوم يتنادى كثيرون للإصلاح الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي ... الخ . وكثير من هؤلاء يدعي الانتساب للدين وأنه ينطلق من ثوابت الدين الكلية ويستوقد من سيرة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ شعلة يستضيء بها في رحلة ( الإصلاح ) التي يقوم بها .
** والحقيقة أن الكل يذهب للسيرة بخلفية فكرية مسبقة فيَبتُر ويجتزئ وينقل ما يريد مما يحقق له أهدافه ، وقد رأينا أن العلمانيين ومن بذروا بذور العلمانية في عالمنا الإسلامي كـ ( طه حسين ) و ( ورفاعة الطهطاوي ) قد كتبوا في السيرة النبوية . ولكنها طريقة أهل الأهواء والبدع الذين يعتقدون ثم يستدلون ، أو الذين يذهبون إلى النصوص ليأتوا بها على هواهم .
لذا كان لابد من وضع ضوابط لدراسة السيرة النبوية .
** ولما كانت الخلفية الفكرية للكاتب أو المتحدث تنعكس على أفكاره المكتوبة أو المقروءة ولا بد ، رأينا ـ ممن يتكلمون في السيرة من دعاة الصحوة الإسلامية المباركة ـ مَنْ لا يرى في السيرة النبوية إلا السيف والجهاد ، ومنهم مَنْ لا يرى إلا الأشخاص ، ويحاول أن يُصوِّر الأمر على أنه بطولات شخصية ، وتنحصر رؤيته في عبقرية الشخص ، وتوصيف الحدث دون ربطه بغيره أو النظر إلى فقه الحدث وما فيه من التشريعات .
** فغالب الطرح الموجود للسيرة النبوية يغلب عليه إثبات الوقائع ووصف تطور الأحداث وذكر النتائج .وهو أمر جيد إن كان الخطاب موجه فقط للعوام من الناس .
** وقد حاولت في هذه الرسالة أن أوضح بعض الأصول لدارسي السيرة النبوية . ولم تقع عيني على دراسة مشابه لشيوخنا الكرام ، لذا بذلت ما استطعت من الجهد وأعترف بأن الأمر مازال يحتاج إلى مزيد من الدراسة ،وفي النية أن أتبع هذا البحث بأبحاث أخرى تربوية تتعلق بالخطاب الدعوي ، وقد بدأت بـ ( الخطاب الدعوي في العهد المكي ) وهي دراسة تربوية عقدية
والله أسأل أن يبارك لي في كلماتي وأن ينفع بها .
أبو جلال / محمد جلال القصاص
-------------------------------------- 1/ في الرحيق المختوم بين القوسين(وقَلَبَ بها موازين الحياة ) ، وقد اعترض على هذه الجملة الدكتور / محمد صامل السلمي في تصويبه للرسالة قائلا : الدين لا يقلب موازين الحياة لأنه دين الفطرة لكنه يقلب الموازين المنحرفة . لذا قمت باستبدالها بـ ( وعدّل بها الموازين المنحرفة في هذه الحياة ) .
2/ مقدمة الرحيق المختوم للمباركفوري .
*****************************
يتبع بإذن الله
| |
|
| |
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| موضوع: رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية الأربعاء ديسمبر 09, 2009 6:21 am | |
| أولا : أهمية دراسة السيرة النبوية :
1 / حُبّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبادة ---------------------------- ** قال تعالى " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم " الأحزاب : من الآية ** وفي الحديث " فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ"(1)
** وفي البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ " فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْآنَ يَا عُمَرُ" (2)
** وجاء رجل إلى النبي صلى الله فسأله عَنْ السَّاعَةِ فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ قَالَ ــ صلى الله عليه وسلم ــ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ : قَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ أَنَسٌ فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ (3)
** والاقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ــ هو أحد ركني العبادة ( الإخلاص والمتابعة )
** قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) الأحزاب:21 .
** وهو أيضا الترجمة الحقيقية للمحبة قال الله تعالى ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران : 31
** والاقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ والسيُّرُ على دربه سبب للهداية
** قال الله " ( وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) النور:من الآية 54
** وكيف يحب المرء من يجهل أوصافه وأحواله ، وكيف يقتدي المرء بمن لا يعرف شيئا عن سيرته وهديه ، من هنا تأتي أهمية شرح ( معرفة )السيرة النبوية لتوضيح صفاته وأحواله صلى الله عليه وسلم ، ليعرفها من جهل فيحب ويتبع .
2/ وتعلُّمُ السيرة النبوية عبادة ------------------ ** فقد جاء عن علي بن الحسين ــ رضي الله عنهما ــ أنه قال "كنا نُعلَّم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن " (4) .
** وقال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص: « كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعدها علينا، ويقول: هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها» (5).
3/ وإذا أعملنا قاعدة " الوسائل لها أحكام المقاصد " ----------------------------- ـ وهو ممكن هنا ـ وجدنا أن السيرة النبوية إحدى وسائل التعبد ، تأخذ حكم الغاية التي تصل إليها . وبعض الغايات عبادات واجبة ، وبعض الغايات دفاع عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
4/ وفي السيرة توضيح لكثير من معاني القرآن الكريم ----------------------------- ** كتلك الآيات التي تتكلم عن الغزوات في سورة آل عمران ،والأنفال والتوبة والأحزاب والفتح والحشر ... ، كما أن في دراسة السيرة النبوية بيان لكثير من أسباب النزول . فهناك سور بأكملها تتكلم عن غزوة مثل سورة الأنفال التي تتكلم عن غزوة بدر ، وسورة التوبة التي تتكلم عن غزوة تبوك ، وسورة الحشر التي تتكلم عن جلاء بني النَّضير ، وهناك آيات كثيرة في سورة آل عمران تتحدث عن غزوة أُحد ، وحتى تفهم هذه الآيات جيدا لا بد من دراسة السيرة النبوية .
5/ ولما كانت القدوة لابد منها في حياة الناشئة كان لابد من تعلم السيرة النبوية ------------------------------------------- ** وذلك لإعطاء الأجيال نماذج طيبة طاهرة ، من الصحابة والتابعين ، وطرد النماذج الجاهلية أو الخيالية التي تعطى للأطفال فيما يعرض على الشاشات المرئية ، أو في القصص المكتوبة ، مما عَمَّت به البلوى في هذه الأيام .
** ففي السيرة نماذج حية للقادة العظماء وعلى رأسهم النبي محمد ــ صلى الله عليه وسلم ـ ، وفي السيرة نماذج حيّة للزهاد وعلى رأسهم النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
** وفي السيرة نماذج للتجار الناجحين المخلصين الأتقياء , وفي السيرة أفضل النماذج للمربِّين وعلى رأسهم النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وفي السيرة أسمى نماذج الصبر والثبات والجِد في الحصول على المراد .
** ولا بد من عقد المقارنة بين النماذج الخيالية المكذوبة التي لا يستفيد منها القارئ ـ وخاصة الناشئة ـ شيئا ، وبين نماذج البطولة الحيّة الموجودة في السيرة النبوية .
** بل لا بد من عقد المقارنة بين عظماء التاريخ الإسلامي وعلى رأسهم النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وباقي الجبابرة الذين استخفوا قومهم فأطاعوهم ، والذين مَلَكُوا على الناس بالسيف ، ولم يتركوا أثرا لهم يُحي ذكرهم بالخير بين الناس كما كان حال من ربَّاهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
6 / واليوم دار الزمان دورة أخرى ، وصار الكفر هو القوة العظمى على وجه الأرض ويحاول أن يفرض علينا ما هو مرفوض في ديننا ، وتبعه كثير من قومنا رغبة ورهبة ، ولا بد من التصدي لهذه الحالة والوقوف بوجهها ، لذا كان لا بد من معرفة كيف عالج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأمر من قبل . وتُعرض السيرة النبوية كنموذج للإصلاح ورد الناس إلى دين الله .
وأحاول ـ بحول الله وقوته ـ عرض بعض المفاهيم التي لا بد منها لمن يريد دراسة السيرة النبوية أو عرضها على الناس .
-----------------------------------------
1 / متفق عليه واللفظ للبخاري ..... كتاب الإيمان / 13
2 / البخاري ...... كتاب الإيمان والنذور / 6142
3 / البخاري .... كتاب الأدب 5701 ، وكتاب المناقب 3412 , وكتاب الأحكام 6620 ، ومسلم..... كتاب البر والصلة 4777 .
4 / البداية والنهاية لابن كثير 3 / 241 ـــ نقلا عن فقه السيرة للغضبان .
5 / الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/195).
************************************************** ******
يتبع بإذن الله | |
|
| |
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| موضوع: رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية الأربعاء ديسمبر 09, 2009 6:23 am | |
| ثالثا : شخصُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المفترى عليه : ** ما يحدث اليوم من سبِّ للحبيب ــ صلى الله عليه وسلم ــ ليس حدثا عابرا قامت به صحيفة سيئة الأخلاق نفَّثت به عن حقدها في عدد من أعدادها ، وليس هو همُّ حفنه من أراذل الكفار مُلئت قلوبهم غيظا وحنقا على شخص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقاموا يمثلون وينكتون ويسخرون , بل لو كان الأمر كذلك لما حصل به الإهتمام , إذ أن مجاراة السفهاء أمر يترفع عنه العقلاء . . .ولكن .. الأمر أعمق من هذا وأبعد .
** هذه الأمور ليست إلا كما يقول الله عز وجل : ( . . . قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ) (آل عمران : من الآية 118 ) . وهاأنذا أنادي العقلاء . فهل يسمعون ؟ . . . وهل يجيبون ؟ . . . وليت أولى العزم من العقلاء مَن يلبون ؟
** من قبل كان النصارى في حملاتهم ( التبشيرية ) يتكلمون عن النصرانية ... يبترون ويكذبون ويبدون قليلا ويخفون كثيرا كي يُظهروا دينهم المحرف في صورة يتقبلها الآخر . واتخذوا مما يسمى بحوار الأديان ... هذا الحوار الذي يجرى مع علماء الدين ( الرسميين ) وسيلة ليقولوا لمن يخاطبونهم من ضعاف المسلمين في أدغال أفريقيا وجنوب شرق أسيا أن الإسلام يعترف بنا ولا يتنكر لنا ، فكله خير ـ بزعمهم وهم كاذبون آثمون ـ .
** وكانت حملتهم على الإسلام حملة على شعائره ... يتكلمون عن ( التعدد ) وعن ( الطلاق ) وعن (الحدود ) وعن ( الجهاد ) وعن ( الميراث ) وعن ( ناسخ القرآن ومنسوخة )، ثم في الفترة الأخيرة وخاصة بعد انتشار الفضائيات ودخولها كل البيوت تقريبا ، وكذا بعد ظهور تقنية الإنترنت عموما والبالتوك خصوصا ، أخذ القوم منحى آخر وهو التركيز على شخص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ , قاموا ينقضون الإسلام بتشويه صورة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
** ودعك من كلام الأراذل ، هناك طرحٌ يُلْبِسُه دعاة الكفر ثوب العِلمية ، ويدَّعون أنه الحقيقة التي لا مراء فيها ، يخاطبون بهذا الهراء قومهم ومن يتوجهون إليهم بالتنصير !!
هذا توجه عام داخل حملات التنصير اليوم .
** والأمر بيِّن لمن له أدنى متابعة لما يتكلم به القوم . وما حدث في الصحف الأوربية هو طفح لما يُخاطب به القوم في الكنائس وغرف البالتوك وبعض الفضائيات عن نبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
** فهم يحاضرون ويؤلفون عن ( أخلاق نبي الإسلام ) ، يتكلمون عن زواجه بتسع من النساء ـ وقد اجتمع عند سليمان عليه السلام سبعمائة من النساء وهذا في كتابهم ـ ، وعن زواجه من عائشة ومن زينب ومن صفية ـ رضي الله عنهن ـ ، وعن غزواته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ وبطريقة البتر للنصوص واعتماد الضعيف والشاذ والمنكر من الحديث يخرجون بكلامهم الذي يشوهون به صورة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ولكنه في الأخير يبدو للمستمع أن هذا كلام ( ابن كثير ) و ( الطبري ) و( ابن سعد ) علماء الإسلام . فيظن المخاطبون أنها الحقيقة التي يخفيها ( علماء ) الإسلام !!
** دعاة النصرانية ـ مع الأسف ـ يغرفون من وعاء الشيعة الكدر النجس حين يتكلمون عن أمهات المؤمنين وعن صحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل وفي كلامهم عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحيانا ، ويغرفون من وعاء ( القرآنيون ) الذين يتركون السنة تشكيكا في ثبوتها أو في عصمة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
والمطلوب هو قراءة جيدة لما يحدث ، والتصدي له على أرض الواقع . لا نريد ثورة كلامية ، وغضبة لا يفهم منها ( الآخر ) إلا أنها نفرة المتعصب . نريد قطع الطريق على هؤلاء وإحباط كيدهم ، وإنقاذ الناس من الكفر بربهم .
مطلوب خطاب أكاديمي يجفف منابع المنصرين ، أعني ما يقوله القرآنيون والشيعة على شخص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونسائه أمهات المؤمنين ـ رضى الله عنهن ـ . وما يفتريه النصارى بالبَتْرِ للنص واعتماد الـمَـكْذُوب والشاذ والضعيف من الحديث . ومعنيٌ بهذا طلبة درجات التخصص العليا في الكليات الشرعية . وإن أخذ الأمر وقتا ولكنه سيثمر بإذن الله يوما ما .
ومطلوب خطاب لعامة الناس يبين لهم كيف كان نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعيدا كل البعد عما يقولوه النصارى ، وأن ما يقال محض كذب ، وأن النبي _صلى الله عليه وسلم ـ كان كل الكمال وجملة الجمال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويأخذ شخص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ اهتماما أكبر ممن يعرضون السيرة النبوية على الناس .
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت * * * مثل النبي رسول الأمة الهادي .
** نريد أن يطلع إخواننا وشيوخنا الأفاضل على شبهات القوم و يتعرضوا لها حين شرح السيرة النبوية ، يبرزوا للناس صورا ومشاهدا من أحوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته وفي تعامله مع أصحابه ، تبين للناس حلمه وكرمه و طول سجوده لربه في ليله .
أقول : ## لا بد من الوقوف مع هذه القضية وبيان أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان بشرا يعتريه ما يعتري البشر من حب النساء والولد ، ومن الحاجة إلى الطعام والشراب ، وما إلى ذلك .
## وأن ما حدث على يديه من نصر وفتح وتمكين ما كان أبدا لعبقريته فقط ، كما يحاول أن يصور كثير ممن يسمون منصفين عند الغرب ، ولكن لأنه كان نبيا يوحى إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
***********************************************
يتبع بإذن الله
| |
|
| |
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| |
| |
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| موضوع: رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية الأربعاء ديسمبر 09, 2009 6:25 am | |
| خامسا: لم يبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للعرب فقط .
** بعض ممن يشرحون السيرة النبوية ، يحصرون أحداث السيرة في العهد المكي بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين وبين قريش ، مما يفهم منه أن الدعوة كانت محلية ، علما بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج إلى الطائف ، وكان يعرض نفسه على القبائل في الحج ، وجاءه الجِنُّ واستمعوا إليه ، وجاءه فريق من نصارى الحبشة والشام حين سمعوا بمبعثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتلا عليهم القرآن وأسلموا . وفيهم نزل قول الله تعالى .في سورة القصص : ( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ " (1)
** وأرسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعض أصحابه إلى الحبشة لتكوين نواة أخرى احتياطية للدعوة الإسلامية (2) , وبعد ذلك كاتبَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الملوك يدعوهم إلى الإسلام , فقد كانت الدعوة عالمية من يومها الأول وفي كل مراحلها .
** أضف إلى ذلك البشارات التي كان يتكلم بها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فتح فارس والشام
-- وجاء في الحديث " تُفْتَحُ الْيَمَنُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ(3) فَيَتَحَمَّلُونَ(4) بِأَهْلِهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وَتُفْتَحُ الشَّأْمُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وَتُفْتَحُ الْعِرَاقُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "(5)
-- وفي الحديث " إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ "(6)
-- وفي الحديث " تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ " (7)
** فالدعوة كانت عالمية من يومها الأول ، ومن المهم جدا التنبيه على هذا الأمر . فهناك من يردد أن الدعوة كانت محلية عربية ، قرشية . ثم تحت أطماع استعمارية أصبحت عالمية . هذا حديث نفر غير قليل من ( العقلانيين ) وهناك مَن يسمع لهم .
-------------------------
1/ القصص : 51 ـ 55
2/ ولم يكن سبب الهجرة هو الهروب من التعذيب كما تتكلم بعض المصادر ، وإنما أصح من ذلك أن يقال أنها كانت لتكوين نواة احتياطية للدعوة الإسلامية ، يدل على ذلك كون من هاجروا إلى الحبشة ممن لهم شوكة في مكة مثل جعفر بن أبي طالب وعثمان بن عفان والزبير بن عوام ... وكونهم لم يرجعوا بعد الهجرة مباشرة بل بعد سبع سنيين من الهجرة حين استقرت الدولة الإسلامية بوضوح .
3/ أي يزينون للناس الخروج من المدينة .
4/ أي يحملون أهلهم ومتاعهم ويخرجون
5/ البخاري 1875 كتاب الحج
6/ البخاري3120 كتاب فرض الخمس
7/ وفي صحيح مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة الحديث 5161
يتبع بإذن الله.. | |
|
| |
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| موضوع: رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية الأربعاء ديسمبر 09, 2009 6:26 am | |
| سادسا : حال البشرية قبل البعثة المحمدية .
هذه الفقرة متممة لما قبلها .
** كثير ممنيتناول دراسة السيرة النبوية يتناول فقط حال الجاهلية في الجزيرة العربية فقط ، بل يختزل البعض الأمر أكثر من ذلك فلا يتكلم إلا عن حال قريش ، وكأنه صلى الله عليه وسلم لم يبعث إلا إلى العرب فقط ! .
** ومن فضّلِة القول أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بُعث للناس كافة ، وأن نور الإسلام أضاء جنبات المعمورة كلها بعد قرن من وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
إخواني الكرام !
** لم يكن حال البشرية خارج الجزيرة العربية خير من حالها في الجزيرة العربية ، لا في الناحية الدينية , ولا في الناحية الاجتماعية ، ولا في الناحية الاقتصادية . لم تكن البشرية قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، تعرف أيا من أنواع التكريم للإنسان ، وإن كان هنا رقيا ماديا إلا أنها لم تستفد منه بسبب ترك هدى الله عز وجل .
في الفرس :
** كانت المحرمات النسبية التي تعارف على حرمتها أهل الأقاليم المتواضعة موضع خلاف ونقاش عندهم ، حتى أن يزدجر الثاني الذي حكم في أواسط القرن الخامس الميلادي تزوج بنته ، ثم قتلها ، وبهرام جوبين الذي تملك في القرن السادس الميلادي كان متزوجا أخته . ولم يكن هذا معصية عندهم بل كان قربة يتقربون به إلى الله .!! (1)
** وفيهم ظهرت دعوة ( ماني ) التي تدعو إلى العزوبية وترك الزواج استعجالا لفناء البشرية ، ومع أن صاحب هذه الدعوة قتل إلا أن دعوته ظل لها أنصار إلى ما بعد الفتح الإسلامي .
** وفيهم ظهرت دعوة ( مزدك ) التي دعت إلى أن يكون الناس سواء في كل شيء ، في الأموال وفي النساء ، ولاقت هذه الدعوى رواجا كبيرا ، حتى صاروا لا يعرف الرجل ولده ولا المولود أباه .
** وكان الأكاسرة يدَّعون أنهم يجري في عروقهم دمّ إلهي ، وكان الناس ينظرون إليهم كآلهة ويعتقدون أن في طبيعتهم شيئا علويا مقدسا ، فلا يجري اسمهم على لسانهم ، ولا يجلسون في مجالسهم ، وليس لأحد حق عليهم ،وأن ما يعطونه لأحد إنما هو صدقه وتكرم من غير استحقاق ، وليس للناس قبلهم إلا السمع والطاعة .
** ودون ذلك كان المجتمع قائما على الطبقية المؤسسة على اعتبار الحرفة والنسب ، وكان من قواعد السياسة أن يقنع كل واحد بمركزه الذي منحه نسبه ، ولم يكن يسمح لأحد أن يتخذ حرفة غير الحرفة التي خلقه الله لها ، ولم يكن الملوك يولُّون وضيعا وظيفة من وظائفهم .
** ثم هم جميعهم ـ أهل فارس ـ كانوا ينظرون إلى الأمم الأخرى نظرة ازدراء وامتهان ، ويلقبونها بألقاب فيها احتقار وسخرية ، ويرون أن بهم ما ليس بغيرهم من أسباب الرفعة والعلو ، وأن الله قد خصَّهم بمواهب ومِنَح لم يشرك فيها معهم أحدا .
** وفي ناحية الشعائر التعبدية ، كانت الديانة عندهم هي عبادة النار ، والنار لا توحي لعبادها بشريعة ولا ترسل رسولا ولا تتدخل في شئون حياتهم ، لذا أصبحت الديانة عند المجوس عبارة عن طقوس يؤدونها في أماكن خاصة وأوقات خاصة ، أما في أمورهم فكانوا أحرارا يسيرون على أهوائهم ، أو ما يؤدي إليه تفكيرهم ، أو ما توحي به مصالحهم ومنافعهم .
وفي الهند والصين
** كانت البوذية ، وهي ديانة أرضية تدعو إلى قمع شهوات النفس وترك الدنيا وما فيها ثم تحولت إلى الوثنية بعد أن عبدت بوذا ، وتسرب إلى مناهج العبادة السحر والأوهام . وكانت الآلهة متعددة حتى أصحبت المعادن كالذهب والفضة آلهة ، والحيوانات آلهة والأجرام الفلكية آلهة ، وبعض الأشخاص التاريخية آلهة . . . الخ . وكانت ذات الطبقية موجودة أيضا .
أما اليهودية
** فلم تكن تصلح لحمل مشعل الحضارة للبشرية ، فقد تحولت لديانة مرتبطة بالجنس ، لا ترى عليها في الأمم الأخرى من سبيل ، فلم تكن لدى اليهود نيّة لهداية البشرية وإنما للنيل منها ، وتحقيق أطماعهم على حساب الآخرين .
والمسيحية
** ديانة لم تعرف التطبيق في أرض الواقع ، فلم تكن المسيحية في عهدها الأول من التفصيل والوضوح ومعالجة مسائل الإنسان ، بحيث تقوم عليها حضارة أو تسير في ضوئها دولة ، ثم جاءها ( شاؤول اليهودي ) المعروف بـ ( بولس الرسول ) فطمس نورها وطعمها بخرافات الجاهلية التي انتقل منها والوثنية الرومية التي نشأ عليها ، وقضى قسطنطين على البقية الباقية ، حتى أصبحت النصرانية مزيجا من الخرافات اليونانية ، والوثنية الرومية ، والأفلاطونية المصرية والرهبانية ، كما يقول صاحب كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين .
** وأصبحت بعد زيادات المحرفين وتأويل الجاهلين ، تحُولُ بين الإنسان والعلم والفكر ، وأصبحت على مَر العصور ديانة وثنية يقدس أهلها القديسين والصور المعلقة في الكنائس . حتى أن أصحابها الأوائل لو بعثوا لما استطاعوا التعرف على شي من ديانتهم .
** وحدث أن انقسم النصارى إلى ما يعرف اليوم بالكاثوليك و الأرثوذكس تبعا لاختلافهم في طبيعة المسيح عليه السلام(2) ، وكان مذهب الدولة هو المذهب الكاثوليكي . وقاموا باضطهاد من خالفهم المذهب ، فرجالٌ كانوا يُعَذَّبُون ثم يقتلون غرقا ، ورجال كانوا يُشْعِلُون فيهم النار وهم أحياء موثقون ، و غير ذلك من الفظائع .
** وكانت ذات الطبقية الموجودة في غيرهم موجودة فيهم ، فكانت بعض الممالك تزرع وتحصد ، وتحمل زرعها على دوابها وأكتافها لخزينة الدولة . وانتشرت الرشوة والفساد الإداري في الدولة ، والفساد الخلقي بين عوام الناس . وباقي الشعوب الوثنية في أفريقيا كانت تعيش عيشة أقرب للبهيمية منها للإنسانية .
هذا هو حال البشرية قبل البعثة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .
وأقول :
** ومن المهم ونحن ندرس السيرة أو نعرضها على الناس أن نوضح حال البشرية قبل البعثة المحمدية ، وذلك لأن فريقا من عبّاد الصليب اليوم يقولون بأن البشرية كانت في أوج حضارتها ثم جاء العرب ـ يعنون المسلمين ـ وهدموا هذه الحضارة .
** فكان لا بد من التعريج على حال البشرية قبل البعثة المحمدية لبيان أي حضارة هذه التي كانت قبل الإسلام وهدمها الإسلام ؟!! وبيان أي حضارة أقامها الإسلام ، وبيان كيف أن الإسلام كان نورا ورحمة من الله للبشرية لمن آمن منها ولمن كفر .
** وهناك فريق آخر أخبث من هذا الفريق ، يتكلم بأنها كانت حركة سياسية كغيرها من الحركات ويعرض السيرة النبوية من هذا القبيل ، وأن الفتوحات ما هي إلا أحد أشكال الاحتلال ، وأنه هبت ثورات فيما بعد لمقاومة هذا الاحتلال(3) ورفع الظلم عن الناس . ويذهب يقرأ السيرة النبوية وتاريخ الخلافاء الراشدين ، والسلف الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ بهذه الخلفية (4) .
** ونحتاج إلى طرح للسيرة النبوية يبين أن الدعوة ما كانت أبدا قرشية أو عربية ، ولم تكن الحركات التي ظهرت في التاريخ الإسلامي وخاصة الفرق التي ظهرت في القرون الأولى حركات شعوبية ـ باستثناء حركة الزنوج والتي لم تستمر ولم تترك أي أثر فكري أو منهجي في حياة الناس ـ ضد العرب بل كانت حركات عقدية منحرفة ، وكان رؤوسها عرب وسبب نشأتها خلافات دينية (5) .
وهذا الطرح لا بد أن يعمل على ربط العقيدة الصحيحة . . . وأهداف الدعوة الكلية التي هي تعبيد الناس لله ونشر العدل بين الناس بأحداث السيرة النبوية . وهذا يستلزم قراءة جديدة للسيرة النبوية ، ولعل فيما يأتي مزيد بيان
----------------
1/ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين صــ 37ط دار الكلمة للنشر والتوزيع .
2/ النصارى جميعهم يؤمنون بأن للمسيح طبيعتين ، طبيعة بشرية ، وطبيعة إلهية ، ومنهم من يغلب الطبيعة البشرية على الإلهة وهم الآشوريون في شمال شرق العراق ، وشمال غرب ايران ، وجنوب غرب تركيا .
- ويعرفون باسم النسطوريون ( نسبة إلى نسطريوس ) ، ومنهم من يغلب الطبيعة الإلهة ويقول أن انسانية المسيح ضاعت في ألوهيته كما تضيع قطرة الخل في الماء ، وهم اليعقوبيون ( أتباع يعقوب البردعي ) وهم اليوم الكنيسة القبطية في مصر وما يتبعها في الشام ، وأثيوبيا . ومنهم من يطرح رؤية متزنة بين الطبيعتين وهم الكاثوليك ، وكل منهم يكفر الآخر على هذه العقيدة . ، وبينهما انقسامات أخرى باعتبارات ثانية حتى قيل أن الطائفة الإنجليين في أمريكا وحدها ثلاثمائة وأربعة عشر طائفة ، وهم أقل الطوائف إنقساما فيما بينهم ، وكثير من هذه الطوائف يكفر بعضها بعضا . والحمد لله على نعمة الإسلام .
3/ يعنون بهذه الثورات ، حركة الخوارج في آخر عهد الخلافة الإسلامية ، وفي أيام بني أميه ـ نهاية القرن الأول الهجري ـ في المغرب العربي ، وكذا تمرد الحارث بن سريج في خرسان ، ومشهور أن حركة الخوارج كانت عقدية المنشئ نشأت حول الخلاف على التحكيم ، ثم كان مرتكب الكبيرة هي قضيتهم التي فارقوا بها أهل السنة والجماعة ، فلم تكن إذا حركة ساسية ، ولم تكن أبدا حركة عرقية قام بها أصحاب الجنسيات الأخرى ضد العرب المسيطرين على الحكم ، كما يزعم هؤلاء ، فقد كان زعماء هذه الحركة من العرب كلهم ... بني تميم والأزد وغيرهم ، فلم تكن عرقيه إذا ، ولكنه الكذب الصريح .
4/ موجود هذا الكلام في كتاب فجر الإسلام الذي كتبه العابد وامين وطه حسين ، والفكره مأخوذه من المستشرق اليهودي فان . وقد تكلم الدكتور سفر الحوالي على ذلك في كتابه ظاهرة الإرجاء في الفكر الحديث وهو يتكلم عن نشأة الإرجاء .
5/ حتى ما يسمى بثورة البربر التي كانت في أواخر عهد بني أمية ـــ بداية القرن الثاني ـــ أعني خروج الخوارج الصُفريّة والأباضية على الدولة الأموية ، يحلو لكثير من المأرخين أن يسميها ثورة البربر ، وبقصد أو بدون قصد يوحي للقارئ أنها كانت ثورة بربرية ( أمازيغية ) ضد الحكم العرب ــ الخلافة الإسلامية ــ ، وبقليل من التأمل تجد أن قيادات هذه الحركات كانت عربية مضرية عدنانية وبعض قادتها كان من الفرس مثل عبد الرحمن بن رستم ، فلم يكن خروج على حكم العرب ، وثورة للجنس كما يزين بعضهم ، وإنما كانت حركة فكرية عقدية.
يتبع بإذن الله..
| |
|
| |
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| |
| |
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| |
| |
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| |
| |
سهر الليل مديرة الموقع
عدد المساهمات : 406 نقاط : 1244 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| |
| |
دمعة حزن عضو فضي
عدد المساهمات : 282 نقاط : 367 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/10/2009
| موضوع: رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية الخميس يناير 21, 2010 8:57 am | |
| | |
|
| |
الشبح عضو مميز
عدد المساهمات : 145 نقاط : 153 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/01/2010
| موضوع: رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية الإثنين يناير 25, 2010 4:32 am | |
| | |
|
| |
غرقان عضو فضي
عدد المساهمات : 228 نقاط : 231 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/01/2010 العمر : 27
| موضوع: رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية الإثنين يناير 25, 2010 6:01 am | |
| | |
|
| |
| مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية | |
|